كتب: شفكر عباس
(قاملشو)
_____________________________________________________________________________________________
عبر التاريخ فشلت المجتمعات من تنظيم نفسها بشكل افقي ، ومن الاسفل للاعلى ، دوماً كان التطور التنظيمي للمجتمعات سلطوياً من قبل نخبة عقل من الاعلى، تطرح قوانين ، وتطبقها بقوة الجيش والدولة .
القوانين في معظم انتاجها ، نخبوية ، طبقية ، تهدف لتحقيق مصالح الفئة المتسلطة على المجتمع ، تعطي لقوانينها صفة القدسية والشرعية ، رغم انها ليست سوى مسارات لجمع المال لصالح الطبقة المهيمنة المالكة للدولة ، والدولة في مفهومها ، هي مؤسسة لادارة مصالحها ، لكنها لا تجاهر بالنوايا والاهداف ، بل تروج من خلا لوسائل اعلام ، وبطرق مختلفة ، على ظانها تهدف لحماية المجتمع من الاندثار ، رغم ان الهدف الحقيقي ، هو توظيف المجتمع لصالح الدولة .
مرت آلاف السنين على تداول السلطات ، دول زالت ، ودول بنت،لكن جوهر الدلوة السلطوي لم يتغير ، وفشلت مؤسسات الدولة المختلفة من تحقيق العدالة ، والسبب يكمن في تلاعب الدولة بديناميكيات وجوهر النقاء الانساني للمجتمعات .
الدولة مع الزمن تتحول لمؤسسة لادارة مصالح طغمة مالية ( الاوليغارشية ) ، قد تكون عسكرية وهو الغالب ، او تعددية بديمقراطية مزيفة ، تتداولها فئات من اللصوص ، في اطر حزبية ، وهي الديمقراطية المزيفة ، وهي نتيجة حتمية في اي مجتمع غير منظم .
المجتمع الديمقراطي الحر ، جسد محصن ضد الامراض السياسية والادراية ، المجتمع الحر يشبه الشجرة غير المقيدة ، تثمر بشكل حر في بيئتها ، اذا لم تتعرض لتلوث ، وهذا ما نسميه بالمجتمع الايكولوجي .
المجتمع الايكولوجي هو مجتمع ليس لطبقة ولا لجنس سلطة على آخر ، الكل مشارك بحرية وفق مصالح عليا مجتمعية في الصالح العام .
فلنبني مجتمعاً حراً ، فنجد دولة وادارة حرة ديمقراطية ، خالية من الفساد .