المجتمع الديمقراطي
  • الرئيسية
  • المكتبة
  • سياسة
  • اقتصاد
  • ملفات
  • العالم
  • دراسات
  • فكر
  • تجارب
  • المنطقة
  • الأدب والفن
اختر صفحة

ثورة البشمور الكبرى في عهد الخلفية المأمون ، السياقات و المعنى .

لـ admin | 20/11/2016 | ملفات | 0 تعليقات
ثورة البشمور الكبرى في عهد الخلفية المأمون ، السياقات و المعنى .

 

 

 

كتب  :- عصام الدين ممدوح . 

تعريف بمنطقة البشمور 

منطقة تقع شمال شرق دلتا نيل مصر تقع حاليا بين محافظات بورسعيد شرقا حتى غرب كفر الشيخ غربا ثم بدايات محافظة الشرقية جنوبا شاملة كامل محافظات دمياط و الدقهليةو كانت وقتها بيحرة المنزلة امبر حجما مما كانت حتى منذ 150 عاما وقت بدء حفر قناة السويس اي بدء عملية ردم اجزاء منها لانشاء محافظة بورسعيد و كانت فروع النيل التنيسي و المنديسي لا تزال موجودة بقاياها شرق فرع دمياط و بالتالي فكان المستنقعات العذبة تملأ شرق المنطقة بجانب بحيرة المنزلة و بالتالي كانت مكانا مثاليا لصيد السمك و لصناعة البردي المستخدم للكتابة و مثاليا ايضا للاختباء من السلطة و التجصن بها في حال وجود نزوع للتمرد او الثورة . %d8%a7%d8%a7

 

مشهد اول في العام 830 م .

الرسائل تصل لديوان الخليفة المأمون تتكلم عن قيام القبط و العرب بدلتا مصر و صعيدها مصر ضد جند الوالي هشام ابن منصور و قيامهم بطردهم خارج اغلب مناطق البشمور و اعلى الارض بالصعيد و يرفضون دفع الجزية و الخراج ( 1  )

الخليفة مصدوم  فهو منشغل  حتى النخاع بثورة بابك الخرمي في اعلى خرامشاه ( اذريبيجان حاليا ) منذ 12 عاما دون فائدة  و قد طالت و جيوش الخلافة المنهكة التي خرجت توا من الحرب الاهلية بين انصاره و نصار اخيه المقتول الأمين غير قادرة على اخمادها

الخليفة يسأل : و العرب ايضا

قيل له : نعم

مشهد 2 في العام 831 م

جيش الخلافة تحت قيادة المعتصم اخو الخلفية المأمون ( و الخليفة التالي ) يفشل تماما في اقتحام البشمور  و ينال هزيمة منكرة و لكنه ينجح في تاليب قبائل العرب على الثوار في الصعيد بل و كسب بعض الثوار من العرب القجطانيين الثوار و ضمهم الى جيش الخلافة مع نجاحه ايضا في التأليب الطائفي على اقباط البشمور .

مشهد 3 في 832 م

الثورة تنحصر في مناطق البشمور و لكن للمرة الثانية تفشل جيوش الخلافة في اقتحامها هذة المرة بحضور القائد العسكري الفذ التركي الافشين و هنا يبرز بشدة دور ثوار مثل القائد الشعبي البارع يحنس السمنودي و الانبا اسحق من مدينة تنيس ( جنوب غرب بورسعيد – جزيرة حاليا في بحيرة المنزلة )

و في بغداد استدعى الخليفة المأمون بطرق السريان الارثذوكس في انطاكيا الانبا ديوديسيوس و امره بالتنسيق مع بطريرق الاسكندرية للاقباط الرثذوكس في ضرورة عقاب و حرمان الثوار مع وعد منه باستمرار اعفاء الكنائس و الاديرة من الجزية و الضرائب مع التهديد الواضح بالويل و الثبور لو لم يحدث تحسن في الموقف

أسرى ثورة البشمور .

أسرى ثورة البشمور .

مشهد 4 في العام 833 م  . 

القائد العسكري البارز الافشين قائد قوات دولة الخلافة العباسية و تحت سمع و نظر المأمون بنفسه  يقود العمليات  الاخيرة ضد فلاحي و صيادي قرى.  مدن البشمور بعد حصار محكم دام ثلاثة سنوات بعد تخلي الجميع عنهم و انفرادهم بالثورة ، هو الان يقوم باقتلاع و حرق المدن و القرى جماعيا و بلا رحمة .

الانبا يوساب رئيس كنيسة الاسكندرية يصدر قرار بحرمان الثوار و بالاخص الانبا اسحاق اسقف تنيس اللذي رفض طاعته و يذهب ليكون في شرف استقبال الخليفة المأمون و بطرك السريان الارثذوكس و يعلن ان طاعته من طاعة الله .

الخليفة المأمون يقرر انه ليس من حق القبط رفع السلاح لانهم كفار مهما بلغ ضدهم الاضطهاد و يامر بتخفيف الضرائب و تاديب و قتل رءوس الثورة و نفي و تهجير 3000 من المشاغبين الى انطاكيا و الموصل و بغداد  و ظلوا هناك و لكن حين تولى المعتصم الخلافة بعد المأمون سمح لمن يرغب بالعودة ان يعود فعاد البعض و بقي البعض .على عكس الادبيات التاريخية السائدة فان الشعوب التي تعرضت للغزو العربي كثير منها قام بثورات ضده و اعتبره الكثيرون غزوا استعماريا كامل الاركان . هنا كلامنا تحديدا سيكون على اهالي البلاد الاصليين الاعاجم او الموالي حسب الادبيات العربية الاسلامية ، لانه من حيث القبائل العربية المهاجرة للبلاد الجديدة ، فان الثورة على مؤسسات الحكم اشتعلت باكرا جدا في عهد عثمان ابن  عفان تاثرا بسياسته المنحازة لاغنياء العرب على حساب الفقراء من العرب او الموالي  و الي بني امية على حساب باقي العرب حتى ادت لقتل الخليفة الثالث بمنزله في العام 646 م  و هو الامر اللذي ادى لقيام النزاع المعروف بين علي ابن طالب الخليفة الرابع و بين معاوية ابن ابي سفيان حاكم الشام و الطامع بالخلافة و المطالب بدم عثمان ، لا ليس ما نقصد هو ثورة القبائل العربية المهاجرة على السلطة الحاكمة ، بل نقصد تحديدا الشعوب ذاتها اللتي تحدث عنها السردية السائدة انها استقبل مستبشرة الحكم الجديد و اعتبرته خلاصا من مستعمريها القدامى سواء كان الفرس او الرومان او اذا اظطرت بالاعتراف باي حراك ثوري اتهمته بالشعوبية او بالمؤامرة الدينية

، من الممكن اعتبار الخوارج احدى تلك الثورات فالخوارج كانوا بانتمائتهم الجغرافية المحددة مرشحين للتعريف الدقيقي لثورة الاهالي ضد المحتلين و لكن في ثوب ديني كان مناسبا لاجواء تلك العصورفمن الخوارج الشرقيين المنشقين عن علي ابن ابي طالب بشرق الجزيرة العربية و جنوب العراق الثارئين على الدولة منذ انشقاقهم عن علي ابن طالب الى خوارج امازيغ المغرب  الصفرية بقيادة ميسرة المطغري الذين ثارو اول ثوراتهم و خلعوا عمال الخلافة وقت خلافة الخليفة الدموي هشام ابن عبد الملك و ولاية عبيد الله ابن الحبحاب في القيروان و هزموا جيش الخلافة في طنجة بالمغرب و ظلوا أربعة سنوات خارجين تماما عن سيطرة الخلافة الأموية  .

%d8%a8%d8%a8

رجال دين أقباط يساعدون فى إخماد الثورة .

 

يلاحظ ايضا ان كلا الفريقين من الخوارج كان رافضا بحسم اشتراط اي جنسية اية طبقة في الخليفة و بالتالي فهو رفض واضح لسيطرة القرشيين او عرب شمال الجزيرة العربية العدنانيين حتى باسم الدين ،لكن ماذا عن الاعاجم الغير مسلمين ، المانويين و الزرادتشيين و المزدكيين و المسيحيين و الامازيغ من الاريوسيين و اليهود و الوثنيين ، هل فعلا دخل العرب كل تلك البلاد بلا اي مقاومة ؟

سنترك مصر للنهاية فالحديث عنها سيطول ولكن مبدئيا منطقة البشمور الشمالية قاومت بشكانها الاقباط الفلاحين و الصيادين و صانعي ورق البردي ( و ليست الحاميات الرومانية ) الغزو العربي ثلاثة سنوات بعد سقوط الاسكندرية حتى سقطت اكبر مدنهم سخا ( جنوب كفر الشيخ الحالية ) بعد حصار خانق متواصل و لكن مقاومة الغزو العربي في بلاد فارس كانت شرسة جدا عن طريق جيش كسرى و اي متابعة دقيقة للاحداث ندرك معها انه منذ معركة القادسية للنهروان لنهاوند كانت الامور تجري كر و فر بشراسة حتى تم الامر للجيش الغازي أما  بلاد الامازيغ بالمغرب كانت شرسة جدا حتى ان الجزائر و المغرب لم تستسلمها الا بعد موجات متتالية من الهجوم.  و الغزوات حيث افشلت الموجة الاولى.  تم قتل عقبة ابن نافع بتونس و قاومت الملكة الامازيغية ديحيا اليهودية الديانة ملكة جبال الاوراس الغزو بشراسة و لم يتم الغزو الا من الموجة الثالثة على وقت يزيد ابن معاوية على يد القائد الحسان ابن النعمان فاذا اضفنا ذلك الى ان الشام و العراق فكثير من القبائل العربية المسيحية من غسان و الحيرة مثلما انضم بعضها الى الروم فانه انه قد تم تحييد و ضم كثير منهم مع المسلمون و اسقطت عنهم الجزية من قبائل بكر و تغلب و جعل بشرق الجزيرة و من ابرز قوادهم انس  ابن هلال النمري  فمنهم من انحاز لعصبيتهم العربية على حساب الدين و تم اعطاءهم نصيبهم من الغنائم و تم نفس الامر من العرب الغساسنة المسيحيين فمنهم من ناصر الروم و منهم من ناصر المسلمون كما ناصر بعضهم الروم و الى ان الشعوب بالهلال الخطيب و فارس و مصر  اغلبها كان منهكا من استمرار الحروب. بين الفرس و الروم و الاضطهاد الديني المذهبي من البيزنطيين تجاه المذاهب الشرقية بالذات و غير قادر على الحرب طويلة المدى

نجد ان قصة الاستقبال المستبشر من الشعوب بالخلاص العربي تحتاج لكثير من المراجعة خصوصا و ان هناك حكايات كثيرة تم توثيقها ( 3 ) عن انتهاكات كثيرة مورست بحق فلاحي البلاد المغزوة خصوصا لدى اقتحام المدن بعد النصر في حمص بالشام و المدائن بالعراق او اتريب و الفيوم و سخا بمصر و جب الوضع بالاعتبار ان كثيرا من تركيبة الجيوش العربية كانت من قبائل تم اغرائها بالانضمام خصيصا للغنيمة و السبي و الاسترقاق . و لذا فانه بمجرد استقرار الحكم للأمويين بزعامة معاوية ابن ابي سفيان و استئنافه لسياسة الخليفة الثالث عثمان ابن عفان بشكل اقوى تغول الفارق الطبقي بين الاغنياء و الفقراء حتى بدأت الشعوب المقهورة تتملل و لكن الحكم العربي في البداية تصالح مع رجال الدين المضطهدين وقت الرومان خصوصا رجال الكنائس الشرقية بمصر و الشام و العراق اضافة الى الزرادشت و المانويين بفارس  بل.  اعفاهم من الجزية و اعفى اديرتهم و معابدهم من الضرائب لتحييدهم بل سمح لاتباع الكنائس الشرقية باصلاح كنائسهم و اديرتهم التي هدمت وقت الاحتلال الفارسي و عهود الاضطهاد البيزنطي و الاستعانة بهم لتسكين الشعوب حيث زادت عليها الضرائب ثلاثة اضعاف اضافة للخراج و الجزية ، تلك حدود الصفقة التي تم بها تسكين شعوب الشرق فترة طويلة بعد الغزو العربي وقتها هم شعوب  يمثل المكون الديني.  الغيبي كأغلب شعوب العالم وقتها مكونا رئيسيا فكان اغلبهم فرحين بحرياتهم الدينية التي نالوها اخيرا لكن شعوبا  اخرى كان هذا الامر لا يمثل له شيئا يذكر لانهم لم يكونوا محتلين قبل الغزو العربي و هم الشعب الفارسي ( ايران ) و شعوب امازيغ الجبال المغربية  ( غرب الجزائر.  و المغرب الحالي ) سواء من كان منهم مسيحي اريوسي او يهودي او وثني  حيث كان الاحتلال البيزنطي مكتفي بالمدن الساحلية .

في البداية و في ظل تلك الظروف , كان المسار المتاح للثورة هو الانضمام لاحدى الحركات الثورية الدينية الاسلامية المرحبة بالموالي نوعا ما كالخوارج ( عربية و امازيغية ) او الانضمام للمعارضة الشيعية حيث كانت الارض ترتج تحت اقدام الأمويين لفسادهم و طبقيتهم و ظلمهم فبالاضافة للخوارج و الشيعة كانت الارض تميد تحت اقدام الامويين في مكة و المدينة بثورة عبد الله ابن الزبير على وقت الخليفة عبد الملك ابن مروان و المختار ابن عبيد الثقفي بالعراق و لكن ظلت الاغلبية من الموالي غير المسلمين مستسلمين و تحت السيطرة من رجال الدين المسيحيين و الزرادتشيين و المانويين و لكن بدأ هذا بالتغير اولا مع تولي مروان ابن الحكم و اسرته مقاليد الحكم الاموي ثم لاحقا مع الخليفة عمر ابن عبد العزيز ، فالبيت المرواني عندما تسلم الحكم من البيت السفياني اولا على يد مروان ابن الحكم ثم ابنه الاكبر و هو من اقوى رجال الأمويين عبد الملك ابن مروان سياسيا و اداريا   قاموا  بزيادة كبيرة جدا بكم الخراج و الجزية و كان أول والي لهم على مصر هو عبد العزيز ابن مروان ( ابو الخليفة عمر ابن عبد العزيز ) ثم لاحقا الاصبغ ابن عبد العزيز ( أخو الخليفة عمر ) و فيه عهدهم زادت ضرائب الخراج كثيرا و بدأ في عهد الاصبغ التسلل لممتلكات الاديرة بوشاية شماس يدعى بنيامين للأصبغ على اساس ان الاديرة ممتلئة بالكنوز و بدأ بشكل مبدئي بعدعا حصر ممتلكات الاديرة و تفتيشها و مصادرة بعضه ، في ظل تلك الظروف بدأت بعض بوادر الثورة و الاحتجاج في قربيط و الحوف الشرقي ( الشرقية حاليا ) و رفض البعض دفع الخراج و الجزية و تم قمع الثورة بكل عنف و قوة و حين ناتي للخليفة عمر ابن عبد  العزيز نتوقف قليلا .

بدا بعض من اهل البلاد الاصليين يدخلون الاسلام و لكن لم ينالوا نفس حقوق العربي المسلم فخراج الارض بقى خمس الايراد و ليس عشرها كالعربي ( كانه اسلم و لم تسلم الارض كقول بعض الساخرين من اهل البلاد الاصليين (4 )  ) غير ان اغلب الحكام لم يسقط الجزية عمن اسلم  خوفا من قلة ايرادها فحين جاء حكم  عمر ابن عبد العزيز بعد ثورات عربية عربية في الحجاز و العراق  كان مدفوعا باولوية تطويع الثوار المسلمون العرب بنقض بعض اسباب شكواهم الطبقية قدر امكانه بتجريد بني امية من اسباب العز و النعمة المستفزة لهم اضافة الى احتوائهم دينيا باظهار الغيرة على الدين و الضغط على الشعوب المحتلة لدخول الدين لصالح مذهب النظام الحاكم ( المرجئي وقتذاك  ثم السني لاحقا ) و ليس على اي مذهب معارض كالشيعة و الخوارج و كانوا الاكثر اجتذابا للموالي من اهل البلاد المحتلة و بالتالي فيصبح الخطر وشيكا لو ظلت الامور على هذا الحال ، فقام بشكل نهائي بنقض الصفقة رجال الدين المسيحي و الاديان الفارسية ( زرادتشية و مانوية )  . فعرض الاديرة و المعابد لضرائب الخراج و الرهبان و رجال الدين  للجزية و فرض الجزية حتى على الموتى و الاطفال و كل هذا لانقاذ الميزانية حيث كان عازما على رفع الجزية كليا عما اسلم مع بقاء الخراج بالخمس كما هو .

هزت تلك القواعد الجديدة دعائم الاستقرار القائم و بدأ رجال الدين بانحاء دولة الخلافة بالتملل  و بتحريض اتباعهم و بدأ طبعا بدخل البعض في الدين الجديد رهبا و رغبا ( مثلما يحدث في اي دين تخت نفس الظروف الارغامية القهرية ) ، مات عمر ابن عبد العزيز او قتل بعد عامين ثم جاء يزيد ابن عبد الملك لمدة عامين و بدأ يعود بالفوارق الطبقية مثل ما قبل عهد عمر ابن عبد العزيزي ثم تلاه اخيه المرعب شديد الفساد هشام ابن  عبد  الملك اللذي استمر حكمه ٣٧ عاما اختار فيهم اسوأ و اشرس الحكام و اكثرهم شرها للاموال و مع المقدمات السابقة التي اوغزت ضدر رجال الدين فكان طييعيا ان تبدأ الثورات العارمة في عهده في مصر و فارس و العراق و تونس و المغرب ، و من هنا كانت اول ثورات البشمور سنة 737 ميلادية و بزعامة احد فلاحيها و يدعى مينا ابن بقيرة في عهد الوالي شديد الفساد و القسوة عبيد الله ابن الحبحاب  لتكون مقدمة لعدة موجات متتالية من الثورات ثلاثة اخرون منهن في عهد هذا الخليفة الدموي الظالم اللذي كان عهده مليئا بالثورات في كافة الاقاليم من فارس شرقا لتونس و المغرب غربا   حتى انه عندما ذهب ليعتصر المغرب العربي  بالضرائب قامت الثورة هناك من الخوارج الصفرية بقيادة ميسرة المطغري كما اسلفنا.

%d9%88%d9%88

بيع كثير من نساء الشعوب المحتلة كرقيق ( نموذج من الامازيغ )

قامت ايضا في عهد نفس الخليفة ثورة زيد ابن علي زين العابدين بجنوب العراق و كان من شيعة علي ابن طالب و احد احفاده و تم قمع ثورته و قتله و انشاء اتباعه  باسمه مذهبا موجودا حتى الان باسم الشيعة الزيدية و اغلبهم باليمن ( الحوثيين ) ، كنا كانت فارس و خراسان تمور بالثورة في جميع انحائهم و في تلك الانحاء كان هناك صبيا صغير السن قوي العزيمة من اصل زرادتشي اغعتنق الاسلام سوف يساهم في تجميع قوى كل هؤلاء الثوار ليثور على الأمويين تحت لواء العابسيين اسمه ابو مسلم  الخراساني ، قام الخليفة الأموي هشام ابن عبد الملك بتهدئة الامور و صالح رجال الدين مرة اخرى و اعفاهم مجددا من الجزية و الخراج و من هنا قام الانبا خايل رئيس كنيسة الاسكندرية بترغيب الناس عن الانضمام للثورة مما ساعد على سهولة الفتك بها و قمعها و قتل كل قوادها ، هذا العرض السريع البانوراني للثورات على الحكم الاموي من قبل العرب و اهالي البلاد مع توضيح حدود الصفقة بين الحكم العربي و بين الرؤساء الدينيين في البلاد المحتلة  مفيد من ناحيتين :

1 . انه يخرج بالمسألة من شكلها العنصري اللي يسعى للاسف الان الكثيرين و كانه علينا اما ان نختار بين  الطائفية الدينية الاسلامية التقليدية او العنصرية الفاشية المضادة عنصريا لكل ما هو عربي و الاثنين مضادين لاي محتوى اجتماعي او اساس من المساواه و العدالة الاجتماعي لانهما قائمين على نفي الاخر اصلا .

2 . توضيح ان الحركة العباسية المعارضة استغلت فعلا كل تلك الثورات و ركبت  كل الثورات سواء من اهالي البلاد او من العرب و وعدتهم  خيرا ان هم وصلوا للحكم ( تم قتل اخر خليفة اموي – مروان بن محمد بمصر على يد انصار العباسيين من العرب  في ابوصوير بالجيزة ) , بمعنى اخر و بلغة العصر ( ركبوا الثورات يعني – كما حدث كثيرا في ثورات الربيع العربي ) وفي النهاية و بعد نجاحهم في الوصول للسلطة و بعد فترة راحة قصيرة لهالي البلاد المحتلة و سكانها من العرب المستوطنين المزارعين انه بعد فترة هدنة قليلة بعد خلع الامويين انه تم التنكيل بالاهالي بما هو افظع و اكثر من الامويين و اعتصارهم بالضرائب و الجزية .

 

الماضي الثوري المصري و اليات الهيمنة المضادة و موقع الكنيسة المصرية منه

حين نتعامل مع حدث مثل ثورة البشمور الكبرى ضد الخليفة المأمون تقابلنا اشكالية كبرى و هي ببساطة تعميم الوصف على ثورية الشعب المصري او خنوعه ،

الماضي الثوري المصري و اليات الهيمنة المضادة

وقع دوما الباحثون في التاريخ المصري في قبضة التعميم و التبسيط تاثرا بالانحيازات الايديولوجية ، فتارة يقال ان الشعب المصري مطيع و خانع ابد الدهر و لا تقوم له ثورة. او احتجاج ابدا في تجاهل لعدد لا باس به من الثورات العنيفة اللي قام بها على مدار تاريخه الطويل و تارة يرد عليهم اخرون بلهجة عكسية فيقال لا ، فهو شعب ثائر بطبعه ( هكذا ) ، بالاستعانة بنفس الثورات اللذي اهملها الفريق الاول و لكن بتجاهل فترات طويلة من الطاعة و الخنوع في ظل ظروف بالغة السوء و محرضة على الثورة ، حقيقة الامر كان الشعب المصري دوما ما بين الامرين ، فاحتياجه للدولة المركزية لتنظيم الري و ضمان وصول مياه النيل لاخر و ابعد نقطة كان يفرض عليه طاعة الحكم المركزي سواء كان الحاكم محليا او اجنبيا  لكنه كان كثيرا ما يثور اذا وصلت الامور الى حد لا يستطيع معه تحمل مزيد من الضغط  و لكن ليس جذريا بغرض التحرر الكامل فهو ليس على قاموسه ابدا ففي النهاية فهو يريد الدولة المركزية ان تكون اقل قسوة فقط و هي ليست حتمية ميكانيكية و لكن هذا هو المشهد حتى الآن على الاقل.

اسباب الثورات

لم تكن تخرج اسباب الثورات عما يلي :

1- فرض الضرائب الباهظة دون النظر لحال الفلاحين خصوصا في مواسم تراجع منسوب النيل و ذلك كان السبب الرئيسي طوال حكم ملوك مصر القديمة في الجولة القديمة بالذات  و لكن مع توالي الاحتلال الاحنبي نشأت اسباب حديدة

2- فرض السخرة في حفر الترع و القنوات و ما يسببه ذلك

3- ثم الجزية منذ بدايات الاحتلال الاجنبي ( الاشوري ثم الفارسي.  و هكذا )

4-  فرض التجنيد الاجباري ( منذ عضر محمد علي باشا فصاعدا )

تعددت الثورات التي نقلها التاريخ لنا بدون تجاهل احتمالية ان يكون هناك ثورات اخرى لم يصل لنا خبرها

فاول ثورة كانت ضد اقطاع الدولة المصرية القديمة بالاسرة السادسة و تم قتل الملك بيبي الثاني   انقسمت المملكة الي عدة اقاليم و انفرط عقد الوحدة اللتي دشنها الملك مينا موحد القطرين و ظل الحال طوال الاسرات من السابعة الى العاشرة مضطرب حتى نجح الملك منتو حتب الثاني من الاسرة ١١ ذات الاصل الصعيدي من ارمنت جنوب طيبة ( الاقصر ) في استعادة الوحدة مرة اخرى مكونا الدولة المتوسطة .

%d8%a9%d8%a9%d8%a9%d8%a9%d8%a9

نلاحظ هنا انه تم تكوين ما يشبه ملامح العقد الاجتماعي حول حقوق اساسية للشعب يجب ان تحترم خصوصا في ان تكون الضرائب على قدر الفيضان

نلاحظ ايضا ان نظرية خلود الروح الدينية قد اتسعت لتشمل الشعب بعدما كانت قاصرة على الملوك و الكهنة   و كبار الموظفين

كما تم ادراج عبادة اوزوريس و ايزيس الشعبية في صلب النظرية الدينية الرسمية للدولة بعدما كانت مبينة فقط على اساس عبادة  اله الشمس رع و ابنته ماعت الهة العدالة مع تعظيم بتاح اله الصنائع بمدينة منف و بدا ملوك مصر يظهرون في تماثيلهم في هيئة اوزوريس و يتم دفنهم و تحنيطهم على نفس الهيئة ،  نلمح هنا اساسيات ستشكل فيما بعد نمو خبرة معرفية في كيفية تدجين الشعب المصري و كيفية تدجين الشعوب عاما وقت الثورات حين لا تكون اجهزة القمع وحدها قادرة على القيام بالمهمة وحدها و نستطيع ان ندعي انه في احضان حضارات الانهار المركزية كمصر و بابل و الصين نشأ اول تراكم وعي معرفي سلطوي لتدجين و تطويع الشعوب بالفكرة و الايديولوجية بجانب القمع المباشر

رجاء مراجعة ( مقال حجر رشيد ) على الرابط التالي : –   حجر رشيد ودلالتة الغائبة ونبوءة صانع الفخار .

 

 

مجمع خلدونية

مجمع خلدونية

قصة الكنيسة المصرية قبل الغزو العربي .

 

هنا لنا وقفة مهمة و طويلة .

كنا في مقال حجر رشيد قد وضحنا اسطورية و خرافة ان نعتقد ان تحلل و خراب الحضارة المصرية قد اتى من الخارج و وضحنا انه قد اتى بتفسخ داخلي تماما و عن عدم انصياع مصر لروح عصر الكتابة السهلة و الافكار الحرة البعيدة عن الكهنوت المغلق و ذلك تحطيما للفرضية التي يعتمد عليها الشوفينيين المصريين ( و امثالهم في كل مكان   في انه هناك غزوا ما , او امرا ما قد اتى من الخارج و ان هناك يوتوبيا نقية طاهرة مصرية عرقية صميمة ، من احد الروافد الفكرية لهذا التيار هو اعتقاد ان الكنيسة المصرية كيان مضاد الاستعمار ( وطنية ) و انها فكريا كانت عامل مضاد ضد الهيمنة الاستعمارية عموما بما فيها العربية ربما يتم المجادلة و النقاش في الامر الثاني حيث انه تم تاسيس منظمة كاملة من الادبيات المضادة للهيمنة اليونانية اولا على يد الانبا شنودة رئيس المتوحدين كرد فعل على حرمان الكنيسة القبطية بعد مجمع خلقدونيا المسكوني فتم اعتماد اللغة القبطية كاساس وحيد و أول للادبيات الدينية و بشكل نهائي بعدما كان الامر متروكا فيما قبل للاختيار بينها و بين اليونانية ،ثم لاحقا ضد الهيمنة العربية خصوصا بعد ضمور القبطية تدريجيا بعد القرن العاشر الميلادي و الرابع الهجري ، و هذا الحفاظ الصارم بالتأكيد لازم للسيطرة على الاتباع و تقليل نسبة المتحولون منهم للاسلام و توجيههم و تدجينهم و اصباغ مضاد للقداسة على القبطية مقابل قداسة العربية الاتية في ركاب الدين الاسلامي الظاغط بمؤسسات الحكم و اسباب القوة و الترغيب و الترهيب بجانب هامش التبشير .

و لكن الأول هو ما يحتاج للبحث . 

كنا قد اوضحنا في نقال حجر رشيد اليات تدجين و قهر الشعب من قبل الكهنة لحساب المستعمرين مقابل اعفاءهم من الجزية و الضرايب و الخراج على ممتلكات المعابد فان طبقنا هذة الفرضية على الكنيسة المصرية فسنجد ما يلي :

اصدر الامبراطور الروماني قستنطين الاول مرسوم التسامح في ميلان سنة 315 لينهى عصرا شائكا من اضطهاد المسيحيين و الاديان المخالفة الاخرى كالمانوية  في الامبراطيورية الرومانية .

كانت الديانة المسيحية تنتشر بطء و لكن بهدوء منذ القرن الأول الميلادي و منذ نهايته تحولت الى طائفة واضحة المعالم و ان كانت م تتبور فكريا في اتجاه اضح فكان لها تيارات فكرية متعددة متاثرة بالفسلسات اليونانية او الفكر اليهودي و كانت توجد وجهات نظر متعددة تجاه قضايا تم خوض معارك فكرية و دموية عليها فيما بعد مثل طبيعة المسيح و الختان و نوعية التبتل هل هو بشكل طوعي او بالاخصاء ,,,,,,, الخ .

و كانت الحواضر الكبيرة خصوصا ذات الاصل الاغريقي مثل الاسكندرية و بيلوزيوم و بطليموس و انطاكية و اثينا و روما مليئة بالمهمشين و الفقراء و العبيد المسحوقين تحت وطأة الاستغلال الروماني بالتعاون مع الاقليات الاغريقية و المتعاونين مع الاستعمار من اهل البلاد .

يجب ان نؤكد ان الديانة المسيحية كاغلب الديانات الابراهيمية بالذات حين استقر شكلها الاول مع نشاط سفر الرسل فهي كانت غير ثورية باي مقدار خصوصا في العلاقة مع الحاكم , فهي تدعوا بوضوح لطاعة الحاكم مهما فعل ( سفر الرسل – بولس – رسالة الى اهل غلاطية ) , ربما ايضا نجد بعض الثورية في بشارة لوقا و لكن البشارات التالية لها ( متى و مرقص ,,,,,,, ) اكثر اندماجا مع فكرة طاعة الحاكم و في جميع الاحوال بعدم التشبث بالدنيا و حطامها أصلا ، و لكن لما كان الاباطرة الرومان يفرضون نظاما صارما بضرورة الدعوة للامبراطور على كافة العبادات الوثنية و انسجام جميع الكهنة القدامى و منهم كهنة مصر و قد رسموا الامبراطور الروماني فرعونا الها مستحقا للطاعة في كل معابد مصر كما فعلوا ذلك سابقا مع البطالمة. فتم اعتبار الانتماء للمسيحية هنا احتجاجا سلبيا على الامبراطور و تعويضا نفسيا عن الاحساس بالضآلة و الانسحاق و خصوصا مع الطابع الزاهد التارك للحياه للمسيحية

و يجب ايضا التأكيد ان الية المقاومة الريفية القديمة للمصريين بالهرب من زراعة الارض حين تثقل الضرائب كاهلهم وحدت ايضا متنفسا في الرهبنة و التكريس في الاديرة بالصحراء الشرقية و وادي النطرون حيث جمعت بين الزهد و ترك الحياه و بين الهرب من الظلم و العسف و من هنا و لان نظام الامبراطورية الصارم ضريبيا قائم على وجود الفلاحين في اراضيهم لزارعتها و على ولاءهم المطلق للامبراطور فمن هنا بدأ انضطهاد المسيحية بعنف و نلاحظ هنا ان كافة الاباطرة المضطهدين للمسيحية كانوا اقوياء اداريا جدا  و يرغبون في ضبط اداري و مالي صارم جدا للامبراطوري مثل تراجان ( اعاد حفر قناة سنوسرت الثالث القديمة و بنى حصان بابليون لحماية منف من اي غزو شمالي ) و بنى حصون و سدود كثيرا في مختلف الاقاليم ، و أورليانوس و قد تم في عهده تحالف بين بعض اثرياء و تجار الاقباط و بين زنوبيا الوثنية ملكة تدمر للخلاص من الحكم الروماني و خرج اغلب الشام و بعض ماطق شمال مصر من سيطرة الرومان .

نلاحظ هنا انها حركة تحالف تجاري صرف لا دينية ترغب في الاستفادة من ريع التجارة مباشرة بعيدة عن اليد الضريبية الثقيلة للامبراطورية الرومانية و من هنا نؤكد انها ليست ثورية شعبية و ليست دينية حيث تحالف فيها المسيحيين مع بعض الوثنيين كما كان على الجانب المؤيد للدولة وثنيين اخرين ايضا فكان طبيعيا ان يتم اضطهاد كل من شارك في الحركة الاستقلالية و ان تصيب اليد الثقيثلة للرومان الرافضون لتعظيم الامبراطور دينيا من المسيحيين مثلما اصابت الوثنيين المتمردين في تدمر و هكذا حتى وصلنا لاخر امبراطور حاول دون نجاح قهر الجميع على الالتزام بؤية الامبراطوية الدينية و هو دقلديانوس و كانت المسيحية قد انتشرت فيما  لا يقل عن 25 % من سكان الامبراطورية فيما كان يشي بانها منه تصرف يائس و غير ذات جدوى ، فقتل و ذبح الكثير من المسيحيين و منهم عشرات الالاف من الاقباط و تم تخليد ذكراهم بالتقويم القبطي الحالي العائد لعام توليه الحكم سنة 284 كما تم حفظ بعض حثثهم التي حفظتها رمال صحراء مصر الجافة في عدة اديرة للشهداء و منها دير الشهداء بأخميم

حتى سنة 313 م اتى الابمراطور قستنطين و قرر انه لم يعد من الممكن الاستمرار بهذا الشكل

فالفلاحون هربوا من حقولهم او قتلوا و لم يعد هناك قمحا يصل روما و ان الامور المالية ازدادت ارتباكا من القتل و الهرب و ترك الزراعة. فلا بد من تفاهم معين مع الكنيسة حول علاقة واضحة يتم بموجبها الاعتراف بسلطتهم الروحية مقابل اعادة تدجين فلاحي الاقاليم  لصالح الابمراطورية أيضا يجب ان يكون هناك دور واضح للامبراطو يجب و هذذا الاهم و لهذة الاسباب حسم الخلافات العقائدية للمسيحية لضمان اكتمال عملية التدجين و من هنا نشأت الحاجة لعقد مجمع ديني عالي المستوى يشارك فيه بالذات رواد الكنائس الرسولية ( اللتي ذهب لها رسل المسيح الاوائل و التي تتميز بكثرة الاتباع و كونها ببلاد شديدة الاهمية كمصدر للقمح و كموقع تجاري –  مصر و الشام و العراق و بيزنطة و ورما و قرطاجة و نصيبين  )

و من هنا عقد اول مجمع مسكوني بنيقية في العام 325  لهذا الغرض و تم فيه الاعتراف بمكانة الابمراطور و بضرورة طاعته و تم فيه حرم الهراطقة مثثل اريوس وبدأت الامور في الهدوء ، و لكن لا تزال الاديان الوثنية  موجودة و اتباعها غير راضين عن التحولات الجديدة , و هناك ايضا المهرطقين بكافة انواعهم و ابرزهم الاريوسيين وقتها ثم النساطرة فيما بعد فظلت الفترة من سنة 325 سنة مجمع نيقية حتى وقت تقلد  الابمراطور تيودوسوس سنة 389 م وقتا قلقا و صعبا

فمن انقلاب  لصالح اطروحة اريوس بان الابن ليس مساوي  للاب في الجوهر في عهد قستنطين التاني او الصغير الى الارتداد للوثنية في عهد جوليان ( الملقب مسيحيا بالجاحد لكفره بالمسيحية ) و اضطهادة للمسيحيين و ان لم يكن مثل السابقين حيث انتشرت المسيحية لكافة تياراتها قياسا لما سبق الى ان اتى الامبراطور تيودوسوس و قرر ان الوضع لم يعد يحتمل هذا الاضطراب فقرر تنفيذ نفس سياسة الاباطرة الاقوياء  هذا المرة و لكن لحساب المسيحية و ليست اي مسيحية بل المذهب  المتفق عليه من الكنائس الرسولية و في صدارتهم الاسكندرية و انطاكيا بالذات المسيطرين على اكبر عدد من الفلاحين و الحائزين على ولاء الكثير من الاتباع فاصدر قرار بألا تعبد الا المسيحية في كل ارجاء الامبراطورية و هنا لنا وقفة لدراسة الفترة من 389 و حتى مجمع خلقدونيا  سنة 451 م  التي تم فيه حرمان كنيسة الاسكندرية و كافة الكنائس الشرقية اليعقوبية  و دراسة تلك الاعوام امرا لازما لتفسير موقف الكنيسة من الاحتلال العربي لاحقا

مقتل هياباتيا

مقتل هياباتيا

 

اتسم موقف الكنيسة منذ تلك الفترة بعدة سمات واضحة

1- تنسيق مع جهاز الحكم و تدجين كامل للاتباع ,و هي استمرارية واضحة للاتفاق الاصلي مع الامبراطور قستنطين الكبير , في الفترتين كان التنسيق مع ( الاحتلال الروماني ) يتم باخلاص و ودية تامة و في ذلك نقض لاسطورة وطنية الكنيسة و اختلافها عن اي هيئة دينية سابقة لها ( كالهيئات الدينية الوثنية ) ثم لاحقا ( كالأزهر )

2- و المعادلة واضحة جدا , اعفاء الكنيسة باديرتها  من اي ضرائيب أو جزية مقابل تدجين الاتباع لصالح الحاكم و يكون الانشغال الاكبر هنا هو ضمان النبعية المطلقة لمذهب الكنيسة و حرمان المخالفين .

3- قسوة مفرطة تجاه اتباع الديانات الاخرة وثنية كانت او هراطقة او يهود , كان في بعضه رد فعل انتقامي لمذابح كثير تمت فيما قبل في عهةد انحياز الدولة للوثنيين و لكن منه قسوة مفرطة حقيقة و تحريض واضح خصوصا من الانبا كيرلس عمود الدين

فمن المعابد التي هدمت معبد السرابيوم الرئيسي بكل مخطوطاته الفلسفية و العلمية القيمة على رءوس من فيه حيث كانت بالنسبة للكنيسة المصرية كتب تخض على الكفر و يجب احراقها و من المعابد التي تم تحويلها الى اديرة دير الانبا شنودة رئيس المتوحدين بسوهاج ( الدبر الأبيض )

و من أشهر ما تم قتلهم العالمة الافلوطينية الشهيرة هيباتيا عن يد اتباع الانبا كيرلس العمودي بالاسكندرية في العام ٤١٥ حيث كانت تعارض الاطروحات الرئيسية للكتاب المقدس خصوصا خول نشأة الكون و بالطبع فحين يكون جهاز الدولة مساندا لك بكل قوته فيكون ذلك معيارا لما ستكون عليه فعلا و ليس المعيار هي حالتك تحت الضغط .

 

مجمع خلقدونية المسكوني سنة 451 م و العودة تحت الضغط.

مع تغول قوة كنائس الشرق و بالأخص الاسكندرية و القدس و انطاكية و ثرائهم  نسبيا و علو كعبها على كنائس بيزنطة و روما  ادبيا و ماليا و تراكم الثروات و الاسبقية المعنوية لديها كان ان وجدت القيادة السياسية للاميراطورية ان الوضع اصبح في حاجة لاعادة ترتيب على مستوى السياسة و السلطة و بالتالي على مستوى الدينفكان ان تم استغلال خلاف فرعي قديم حول طبيعة المسيح في حول مدى اختلاط اللاهوت بالناسوت في السير بعكس وجهة نظر كنائس الشرق و على رأسها كنيسة الاسكندرية المؤمنة لطبيعة واحدة ناسوتا  لاهوتا بالقول بوجود طبيعتين للمسيح و حين حدث الرفض المتوقع من كنيسة الاسكندرية تم حرمانها و الاعتداء على رئيسها وقتذاك الانبا ديوسقوروس و بدأت موجة اخرى من الاضطهاد لا تختلف كثيرا عن تلك السابقة عن فترة ما قبل مرسوم التسامححيث حدثت موجات متعددة من الاضطهاد المذهبي المصحوب بالقتل و القمع و عودة منع بناء الكنائس و الاديرة و حرمانها من وقفها و و مالها و تعريضها للاختبار الديني المستمر حسب العقيدة الخلقدونية او الملكانيةمع تخفيف الضغط احيانا لزوم عدم هرب الفلاحين وقت تراجع الحاصلات الزراعية .

ظل الحال هكذا من العام ٤٥١ حتى وقت الاحتلال العربي و تخلل ذلك الغزو الفارسي الهجي سنة 617 و تم فيه قتل الكثير من الرهبان و هدم كثير من الاديرةثم تلاه الاسترداد البيزنطي سنة 623 م ثم محاولة اخرى لتوحيد المذهب الديني تحت شعار وحدة الروح دون جدوى و بدأ عهد اخر من المذابح تحت لواء البطرق الملكاني ( كيرس ) و هربي الانبا بينيامين رئيس الكنيسة القبطية للصحراء بعدما اوصى اتباعه بعدم طاعة الملكانيين .فحين اتى الجيش العربي لغزو و احتلال مصر ( و باقي اقالبيم الامبراطورية البيزنطية ) كان الحال هكذا .دولة مفككة من كثرة الحروب و من الفساد الداخلي و الخلاف على السلطة بين ابناء هرقل شعوب كارهة خصوصا مع تبعية اقسام كبيرة جدا منها للمذهب المحروم حسب عقيدة الامبراطوريةفكان ما على السلطة العربية ان تفعله في البداية واضحا جدا لتضمن تحييد القسم الاكبر من الشعوب و كسبها بعيدا عن الجيوش البيزنطية ، التصالح مع اتباع الكنائس المحرومة و اعلان حرية العقيدة لهم و تأمينهم علبيها ، العودة للصيغة المتعارف عليها قديما ، و هي اعفاء كامل من اي ضرائيب او جزية على الرهبان و الاديرة مقابل تغليظها على الاتباع على ان يضمن الكهنة ان ينقاد الشعوب للسلطة الجديدة

و تم تنفيذ الامر بكفائة عالية بل زاد عليها معاوية بن ابي سفيان بان جعل للكهنة السريان دورا في تحصيل مكوس تجارة على القوافل التجارية الاتية للشام رغم ان الشام نظريا كان جزءا من الامبراطورية العربية الاسلامية .

اما بمصر فكلن الامر متحققا  بصورة واضحة جدا بل و كان التعاون مطلقا بين الانبا بينيامين و عمرو ابن العاص على الصيغة السابقة فبينما تمت مضاعفة الضرائب ( الخراج )  على الفلاحين ثلاثة مرات بينما تم اعفاء الكنائس و الاديرة تماما من الجزية و الخراج ..  بل انه اشار عليه بضرورة اعادة حفر قناة سنوسرت هذة المرة بإسم قناة امير المؤمنين حين أمر عمر ابن الخطاب بارسال محاصيل مصر لانقاذ عرب الحجاز من المجاعة مما تسبب في تسخير عدد هائل من الفلاحين لحفر القناة فضلا عن ارسال كامل فائض انتاجهم و جزء من ضرورياتهم الى الحجاز مما تسبب في ترحيل الازمة و المجاعة من الحجاز الى مصر .

مما سبق بدأنا في فقهم كيفية تفكير الكنيسة المصرية و هي في ذلك لا تختلف كثيرا او قليلا عمن سبقوها او تلوها من الهيئات الدينية فهل يكون غريبا تصرف الكنيسة المصرية المضاد للثوار في جميع موجات ثورات البشمور بالدعوة للتخلي عنها طالما تم عقد الصفقة المعهودة مع الحاكم ؟

مهم جدا في النهاية تحطيم كافة اساطير خنوع البلاد المحتلة للاحتلال العربي و لكن دون انشاء اساطير جديدة مضادة ، مهم جدا تحطيم فكرا الخلاص من اعلى , سواء هذا الأعلى كان حاكما قويا ننتظرة بنوبئة دينية غيبية او بتدخل خارجي للانقاذ و نجد  ( عمر ابن الخطاب , عمر ابن عبد العزيز , المجيء التاني للمسيح , المصلح محمد علي ,  الحملة الفرنسية ,,,,,,,, ) فهي فكرة رجعية و فاسدة الى اعلى حد لا يعطى الخلاص من اعلى ابدا بل يعطى من اسفل و باتزاع الحق في الحياه  ، يجب ايضا ان نعلم ان انحطاط مصر و كافة دول المنطقة حضاريا كان لاسباب داخلية اساسا و داخلية اولا فلا يتصور  احد ان صيغة ماضوية معينة سواء بالعودة للاصل الفرعوني او بثنائية المسيحية كمثال للسلم و الروحانية مقابل الاسلام معامل للمادية و العنف ، فالتحلل كان داخليا و كافة المؤسسات الدينية كانت عونا للحاكم الظالم طالما يتم ترضيتها ماديا و جميعها مارست العنف تجاه الاضعف حين وجدت الدولة نصيرا و المناخ العام مواتيا  .

ان ثورة البشمور لم تكن ثورة دينية مسيحية  ضد المسلمين و لا ثورة عرقية قبطية ضد العرب البدو , من يفهما بهذا الشمل هو ينحرف بها عن مقصدها , بل هيا ثورة اجتماعية شارك فيها في البداية كافة المظلومين و المقهورين من المصريين و العرب خصوصا من امتهنوا الزراعة منهم و استمر فيها من كانت طبيعتهم الحصينة عونا لهم على الاستمرار في منطقة البشمور و هي ثورة دمرتها الطائفية و العنصرية العربية التي نجح فيها جهاز الحكم بقيادة المامون كما دمرتها خيانة و قتل المؤسسة الدينية المسيحية الشرقية بقيادتها المستعدة دوما للمساومة ان فراءة سليمة لتلك الثور كفيلة بالرد على انصار الشةفينية الوطنية من ناحية و على انصار قدسية التاريخ الاسلامي من ناحية اخرى فالفتح العربي كان في الحقيقة عملية غزو و احتلال مكتمل الاركان مصحوبا باغتصاب خيرات البلاد المفتوحة و نقل فائض انتاجها تحت ستار الخراج الى عواصم الدول سواء في المدينة او دمشق او بغداد و لكنه كان غزوا تحت غطاء ايديولوجي و هو نشر الاسلام مثله مثل كثير من الغزو اللذي انتشر تحت لواء نشر الحضارة او الشيوعية او التمدن و لا يوجد بلاد تتقدم و هي محظور عليها مناقشة تلك التابوهات فتظل معتقدة ان هناك من هو ممكن ان يحتلني و ياخذ خيراتي لخير عميم لي فتظل التركيبة العقلية مهيئة لقبول اي تدخل خارجي مفيد يعلم مصلحتي اكثر مني و ان علي وقتها ان اترك كل شيء له .

 

أخيرا لن تتقدم بلاد الشرق الا بمحاكمة ماضيها و اظهار عوراته و نقض القداسة عنه فمعيار المواطنة هو المواطن الحر الغير مقيد بتابوهات و الخائر على كل الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و المساواه الحقة و لن يكون هذا متاحا و كل ما هو حساس و مفصلي في تاريخه و ماضيه ممنوع عليه نقضه و نقاشه و تفكيك ثوابته .

 

مصادر

 

1-   المواعظ و الاعتبار للمقريزى

2- تاريخ ابن خلدون & ابن عذارى في ( البيان المغرب في اختصار اخبار الاندلس و المغرب )

3 . تاريخ مصر ( يوحنا النقويسي  )

4 . ساويرس ابن المقفع ( موسوعة تاريخ البطارقة )

شارك هذا الموضوع:

  • فيس بوك
  • طباعة
  • البريد الإلكتروني
  • تويتر
  • 16195230_1234589916624791_8086199486276519369_n

    الثورة والذاكرة .

      يفتح موقع المجتمع الديمقراطي ملفأ في الذكرى السادسة لثورة يناير تحت عنوان ” يناير أسئلة الفاعل السياسي والأخطاء... الثورة والذاكرة . اقرأ المزيد
  • 16195230_1234589916624791_8086199486276519369_n

    يناير :- سردية شخصية .

    يفتح موقع المجتمع الديمقراطي ملفأ في الذكرى السادسة لثورة يناير تحت عنوان ” يناير أسئلة الفاعل السياسي والأخطاء... يناير :- سردية شخصية . اقرأ المزيد
  • 16195230_1234589916624791_8086199486276519369_n

    الحركات الشبابية القبطية.. دفع نحو المواطنة .

        يفتح موقع المجتمع الديمقراطي ملفأ في الذكرى السادسة لثورة يناير تحت عنوان ” يناير أسئلة الفاعل السياسي والأخطاء... الحركات الشبابية القبطية.. دفع نحو المواطنة . اقرأ المزيد

أرسل إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تابعنا

  • Twitter
  • Facebook
  • Instagram
  • RSS

أشهر المقالات

  • %d8%a7%d9%84%d9%86%d9%88%d8%a8%d8%a9
    السد العالى وتاريخ بديل ” 2″ .
  • خزان أسوان بعد إتمام مراحل الانشاء .
    بداية قرن .. ونهاية مملكة ( 4 ) – خزان أسوان المسكوت عنة… قصص ووثائق .
  • unnamed
    حجر رشيد و دلالته الغائبة و نبوءة صانع الفخار .
  • 458213_o
    بين القاعدة وداعش ( حدود التشابة والإختلاف ) .
  • خطاب بيحمل طوابع هيئة  البريد المصرية صادر من بريد طنطا  إلى بريد وادى حلفا قبل إتفاقية 1899
    من بريد طنطا إلى بريد وادى حلفا .

اخر المواضيع

  • المساواة في الميراث : أفكار حول أسلوب المقاربة و النقاش
  • فخ ديون مصر: الجذور النيوليبرالية للمعضلة (2)
  • معاناة قصب السكر في بر مصر
  • فخ ديون مصر: الجذور النيوليبرالية للمعضلة(1)
  • القضية الفلسطينية ، الكفاح المسلح وجدل الشرعية والقانون الدولي.

أقسام الموقع

  • اقتصاد
  • الأدب والفن
  • العالم
  • المكتبة
  • المنطقة
  • تجارب
  • دراسات
  • سياسة
  • طلاب
  • عمال
  • فكر
  • ملفات

اتصل بنا

admin@dem-society.com

000000000000000
000000000000000

الفيوم - تفاصيل

  • Twitter
  • Facebook
  • Instagram
  • RSS
جميع الحقوق محفوظة للمجتمع الديمقراطي
بتقنية مهارتي | ووردبريس

loading إلغاء
لم يتم إرسال الموضوع - تحقق من عناوين بريدك الإلكترونية!
فشل التأكد من البريد الإلكتروني، من فضلك أعد المحاولة
عفواً، لا يستطيع موقعك مشاركة المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.